صورة من أمام إحدى المدارس
صورة من أمام إحدى المدارس


21 يونيو «عيد الأب».. تعرف على «بر الوالدين» بمصر القديمة

شيرين الكردي

الإثنين، 22 يونيو 2020 - 01:35 م

في يوم 21 من يونيو، يحتفل العالم بما يسمونه يوم الأب وبمناسبة هذا اليوم، جاءت الدراسة للدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية عن بر الوالدين بمصر القديمة.

وأشار الدكتور حسين دقيل، إلى وصايا الحكيم "بتاح حتب" لابنه قائلًا: (ما أجمل أن يصغى الإبن عندما يتكلم أبوه فسيطول عمره من جراء ذلك، إن من يسمع يظل محبوبًا من الرب، ولكن الذي لا يسمع يظل مكروهًا من الأرباب، فما أجمل أن يسمع الإبن لأبيه، ويحذره أيضا من عاقبة عقوق الوالدين، ويصف العاق بأنه غبي فيقول (أمّا الغبي الذي لا يسمع لوالديه نصحًا ولا كلامًا فلن يلقى نجاحًا، وسيعرف الحُكام خلقه وسيموت وهو حي في كل يوم وسيتجنبه الناس لكثرة مساوئه التي تتكدس فوقه من يوم إلى يوم.

وألقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، الضوء على هذه الدراسة، مشيرًا إلى وصايا الحكيم "آنى" ابنه ببر والدته مذكرًا إياه بما فعلته من أجله منذ أن كان في أحشائها فيقول (أعد لأمك كل ما فعلته من أجلك، أعطها المزيد من الخبز واحملها كما حملتك، إنها حملتك ثقيلًا، وحين ولدتك بعد تمام شهورك حملتك على عنقها، وظل ثديها في فمك ثلاث سنوات، ولم تكن تشمئز من قاذوراتك، وأرسلتك إلى المدرسة كي تتعلم الكتابة، وفي كل يوم كانت تنتظرك بالخبز والجعة من بيتها، فإذا شببت وتزوجت واستقر بك الحال في دارك؛ فضع نصب عينيك كيف ولدتك أمك وكيف عملت على أن تربيك بكل سبيل، ولا تدعها تلومك وترفع كفيها ضارعة إلى الرب فيستجيب لدعائها).

وتابع من خلال الدراسة وصايا "بتاح حتب" ابنه بأمه ويذكره بما قدمته له منذ أن كان طفلًا، ويحثه على عدم تفضيل زوجته على أمه فيقول (أوصيك بأمك التي حملتك، هي أرسلتك إلى المدرسة كى تتعلم الكتب، وهي تشغل نفسها بك طول النهار، وهي التي تعطيك الطعام والشراب من البيت، والآن وقد كبرت وتزوجت وأصبحت سيد بيتك، التفت إلى تلك التي ولدتك وزودتك بكل شيء، إنها أمك، لا تدع لها فرصة للغضب عليك، لا تدعها ترفع يدها غاضبة بسببك لأن الرب سيسمع لها بلا شك) وفى متون الأهرام نرى والدًا من عصر الدولة القديمة يُحث ابنه على طاعة أمه، موضحًا له أن طاعتها ستجعله ينال المناصب العليا، فيقول (طوبى له من كان جادًا تجاه أمه، فهو جدير بأن يصبح جميع الناس له تبعًا).

ونوه الدكتور ريحان إلى تعاليم الحكيم "عنخ شاشنقي" عن الأم  رافعًا قيمة الأم أعلى درجة من قيمة الأب قائلًا (لا تُضحك ولدك وتبكيه على أمه، تريد أن يعرف أهمية أبيه، فما ولد فحل من فحل) (أى ما ولد رجل من غير أم) بل وكان بر الوالدين خُلق يفتخر به المصري القديم، فها هو أحد الأبناء يتحدث مزهوًا  بحسن معاملة والده وضعفه أمامه قائلًا (كنتُ عكاز الشيخوخة في يد أبي ما بقي على وجه الأرض، وكنت أروح وأغدو وفق أمره، ولم أخالف أبدًا ما قرره فمه، ولم أتعود أن أتطلع إليه بنظرات كثيرة، وكنت أطأطئ بوجهي حين يحدثني) ولم يوصِ المصري القديم بطاعة الوالدين في حياتهما فقط؛ بل دعا أيضا إلى برهما حتى بعد مماتهما؛ فها هو الحكيم "آني" يُحث على ذلك فيقول (قدّم الماء لأبيك وأمك اللذين انتقلا إلى قبرهما في الصحراء، وإياك أن تغفل عن هذا الواجب، حتى يعمل لك ابنك بالمثل)


وككل عصر لم يخل ذلك العصر من عقوق الوالدين، فها هي امرأة مصرية من القرن الثاني عشر قبل الميلاد؛ توضح لنا ولو بشكل موجز ما حدث معها من عقوق أبنائها لها، وكيف كانت ردة فعلها تجاههم إذ تقول (ها أنا ذا قد طعنت في السن وهم لا يعنون بي، فمن بادر منهم ووضع يده في يدي فسأعطيه من أملاكي، ومن لا يفعل ذلك فلن أعطيه شيئا).


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة